كاتب الوحي عبد الله بن أبي سرح الذي ارتد عن الاسلام

مصنف كـ إثبات تحريف القرآن، الصحابة
عبد الله بن أبي السرح

وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى على اللّهِ كَذِباً أوْ قالَ أُوحِيَ إليَّ وَلمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ

سورة الأنعام الآية 93

تفسير الطبري – جامع البيان في تفسير القرآن – سورة الأنعام الآية 93

حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط، عن السديّ: “وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى على اللّهِ كَذِباً أوْ قالَ أُوحِيَ إليَّ وَلمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ…” إلى قوله: “تُجْزَوْنَ عذَابَ الهُونِ” قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم، وكان يكتب للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه «سميعاً عليماً»، كتب هو: «عليماً حكيماً» وإذا قال: «عليماً حكيماً» كتب: «سميعاً عليماً». فشكّ وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحيَ إليّ، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله، قال محمد: «سميعاً عليماً»، فقلت أنا: «عليماً حكيماً». فلحق بالمشركين.


تفسير القرطبي – الجامع لأحكام القرآن – سورة الأنعام الآية 93

قوله تعالى: “وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ” «مَن» في موضع خفض؛ أي ومن أظلم ممن قال سأنزل، والمراد عبد الله بن أبي سَرْح الذي كان يكتب الوَحْيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ٱرتدّ ولَحِق بالمشركين. وسبب ذلك فيما ذكر المفسرون: أنه لما نزلت الآية التي في «المؤمنون»: ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ ” (سورة المؤمنون الآية 12) دعاه النبيّ صلى الله عليه وسلم فأملاها عليه؛ فلما انتهى إلى قوله «ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ» عَجِب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال: «تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَن الْخَالِقِينَ». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هكذا أنزلت عليّ» فشك عبد الله حينئذ وقال: لئن كان محمد صادقاً لقد أوحِيَ إليّ كما أوحِي إليه، ولئن كان كاذباً لقد قلتُ كما قال. فارتدّ عن الإسلام ولحِق بالمشركين؛ فذلك قوله: «وَمَنْ قَالَ سَأنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ» رواه الكلبي عن ابن عباس. وذكره محمد بن إسحاق قال حدّثني شَرَحْبِيل قال: “نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح وَمَنْ قَالَ سَأنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ٱرتدّ عن الإسلام، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمر بقتله وقتل عبد الله بن خَطَل ومِقْيَس بن صُبَابة ولو وُجدوا تحت أستار الكعبة؛ ففرّ عبد الله بن أبي سرح إلى عثمان رضي الله عنه، وكان أخاه من الرضاعة، أرضعت أمُّه عثمانَ، فغيّبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما ٱطمأن أهل مكة فاستأمنه له؛ فصمَت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً ثم قال: نعم. فلما ٱنصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما صَمَتُّ إلا ليقوم إليه بعضُكم فيضربَ عُنُقَه. فقال رجل من الأنصار: فهلاّ أوْمَأْتَ إليّ يا رسول الله؟ فقال: إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين“.


تفسير السيوطي – الدر المنثور في التفسير المأثور – سورة الأنعام الآية 92

أخرج الحاكم في المستدرك عن شرحبيل بن سعد قال: نزلت في عبد الله بن أبي سرح “ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء…” الآية. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان أخيه من الرضاعة، فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة، ثم استأمن له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خلف الأعمى قال: كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فأتى أهل مكة فقالوا: يا ابن أبي سرح كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال: كنت أكتب كيف شئت، فأنزل الله “ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً”.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله “ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء” قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي، أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه (سميعاً عليماً) كتب (عليماً حكيماً) وإذا قال (عليماً حكيماً) كتب (سميعاً عليماً) فشك وكفر وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحى إليّ.


القصة أيضا موجودة في كتب الحديث الصحاح


المصدر: كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم – البيوع – حديث 2329

ما حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق العدل الصفار، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة القناد، ثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمن (أي أعطاهم الآمان أن لا يقتلوا) رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: «اقتلوهم، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل، و عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح»


المصدر: كتاب سنن أبي داود – الجهاد – باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام – حديث رقم 2685

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: «اقْتُلُوهُ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «ابْنُ خَطَلٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَكَانَ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ قَتَلَهُ»”.


المصدر: كتاب سنن أبي داود – الحدود – باب الحكم فيمن ارتد – حديث رقم 4359

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: زَعَمَ السُّدِّيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، اخْتَبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ، فَيَقْتُلُهُ؟» فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ، أَلَّا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ»


المصدر: كتاب سنن الدارقطني – البيوع – حديث 3022

عن بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمن (أي أعطاهم الآمان أن لا يقتلوا) رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة وامرأتين، وقال: «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار-الكعبة، عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن ضبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح».