يبني المسلمين نظرية أمية نبيهم على بعض الآيات القرآنية، والأحاديث والروايات النبوية التي ذكرتها كتب السيرة والصحاح.
من الآيات التي ذكرت لفظة أمي بشكل او بآخر والتي أساءوا تفسيرها رغم وضوحها معانيها.
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ …
سورة الأعراف الآية 157
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ.
سورة الأعراف الآية 158
ملاحظة: هذا النص الوحيد والصريح الوارد في القران عن أمية محمد.
ومن الآيات أيضا: “وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ “ سورة العنكبوت الآية 48.
وقوله ايضا:” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” سورة الجمعة الآية 2.
وقد جاء في صحيح البخاري حديث عن ابن عمر عن النبي انه قال:” إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب. ” وفي حديث اخر عن النبي انه قال:” بُعِثتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّة .”و رواه أيضا مالك في الموطأ.
قال البخاري في صحيحه: “حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ثم أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني (خنقني) حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني (خنقني) الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني (خنقني) الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم.”
على هذا الواقع بنى المسلمون نظرية أمية نبيهم. وكأن النبوءة لا تقوم إلا على الجهل!!!!.
لقد قصدوا من وراء إثبات أمية محمد إقامة الحجة والبرهان على معجزة القرآن ومصدره الإلهي. خصوصا وان أدلة نبوة محمد شحيحة.
كيف يأتي رجل أمي بكتاب فصيح بليغ كالقران؟؟. إذا هو من عند الله، لأن النبي امي لا يقرأ ولا يكتب !!.
معرفتهم بضرورة المعجزة لإثبات صحة الرسالة، يضاف إليها شِحْتُ أدلة نيوءة محمد. جعلهم يتمسكون بخيط الأمية الهزيل وربطه بمعجزة القران.”
“وبسبب هذا التزوير التاريخي، حُكم على مكة أنها سقطت في الجهل والكفر الذي عمَّ عصر ما قبل الإسلام. وبسببها قلب الله نظام الكون فوضع الفصاحة على لسان أُمّي، ووضع العلم حيث الجهل والإيمان حيث الكفر” !!.
الجهل بالشيء نقص. فكيف يتماشى هذا النقص، هذا الجهل (الأمية) المنسوبة لمحمد مع نظرية فضله وتفضيله على الخلق أجمعين؟؟!!!.
الأمية لغةً و إصلاحاً
الأُمِّيّ لغةً:
الأُمِّيّ الذي لا يَكْتُبُ، قال الزجاج: الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، قال أَبو إسحق: معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه. راجع: لسان العرب.
قال الفيروزآبادي: الأمي: من لا يكتب، أو من على خلقة الأمة لم يتعلم الكتاب، وهو باق على جبلته. (راجع القاموس المحيط للفيروزآبادي، ولسان العرب لابن منظور، مادة: أمم.)
وقال أبو إسحاق: الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه، أي لا يكتب.
وفي الأثر: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب؛ أي إنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب، فهم على جبلتهم الأولى. (راجع مفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني، مادة:أمّ.)
وقيل للعرب الأميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة. (راجع القاموس المحيط للفيروز آبادي، ولسان العرب لابن منظور، مادة: أمم).
وقيل الأمية الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة.
المعنى الاصطلاحي للفظة أمي:
كما أخذ القرآن الكثير عن أهل الكتاب، هكذا أيضا اخذ القران تعبير (أمي أميين) عن أهل الكتاب ومن كتبهم.
ان كلمة (أمي، جمع أمم) هي اصطلاح توراتي، يهودي الأصل، كان العبرانيون القدماء يطلقونه للدلالة به على الأفراد والجماعات والشعوب الغير إسرائيلية، أي الغير كتابيين (الأميين)،” هكذا قال الرب.لا تتعلموا طريق الامم ومن آيات السموات لا ترتعبوا.لان الامم ترتعب منها” سفر ارميا الاصحاح 10 الآية 2 .
ولقد اخذ المسيحيون الأوائل هذا الاصطلاح (أمي أمم) عن اليهود للدلالة به أيضا على الغير مؤمنين.
وبحكم تواجد أهل الكتاب (اليهود والنصارى) في البيئة المحمدية. اخذ القران عن أهل الكتاب هذا الاصطلاح (أمي أميين) للدلالة به على الغير كتابين أي (مشركي العرب) .
لم يأخذ القران لفظة أمي أميين بمعناها اللغوي، بل اخذها بمعناها الاصطلاحي. وهذا ما دل عليه الواقع القرآني وذلك في قوله: في سورة آل عمرن:” وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا”. سورة ال عمران الآية 20 .
قال امام المفسرين الطبري في تفسيره للآية: وقل يا محمد للذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى، والأميين الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب ( أأسلمتم) ؟ .
والأميين، الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع تفاسير الطبري.
عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:” وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ” ، الأميين الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب. راجع. تفسير الطبري.
قال ابن كثير في تفسير قوله: ” وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ.” اي الْكِتَابِيِّينَ مِنْ الْمِلِّيِّينَ وَالْأُمِّيِّينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ. تفسير ابن كثير.
وقال السيوطي في الجلالين: وَالْأُمِّيِّينَ” مُشْرِكِي الْعَرَب.
وقال القرطبي في تفسيره: وَالْأُمِّيِّينَ ” الَّذِينَ لَا كِتَاب لَهُمْ وَهُمْ مُشْرِكُو الْعَرَب.
وفي قوله في سورة ال عمران الآية 75: ” ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ “
عن قتادة في قوله: ” ليس علينا في الأميين سبيل” قال ليس علينا في المشركين سبيل، يعنون: من ليس من أهل الكتاب.
عن السدي: ” ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ” قال: يقال له: ما بالك لا تؤدي أمانتك؟ فيقول: ليس علينا حرج في أموال العرب، قد أحلها الله لنا.
فالمعنى اللغوي للكلمة ( أمي ) ليس هو عدم القراءة والكتابة كما زعم جماعة من المتأخرين بل يفهم هذا المعنى كما ذكره أبو إسحاق وغيره أنها نسبة إلى الأم ويكون المعنى أنه كما كان في ما جبلته أمه لم يعرف ذلك فالنسبة بمعنى البقاء على ذلك وهذا معنى مستنبط وحتى لو قلنا أن المعنى اللغوي هو هذا فلا يضر بالبحث ولكن المتأخرين تأثروا بالاصطلاح الذي صار لهذه الكلمة والتبادر منها عند المتأخرين فكأن معناها اللغوي القديم كذلك والحال أنه ليس كذلك فلم يذكره أهل اللغة بعنوان النص بل بعنوان كونه مستنبطاً نعم ذكر ذلك المفسرون وعلى أي حال يجب الرجوع إلى القرآن لفهم هذه الكلمة فقد جاءت هذه الكلمة في موارد منها ” قل للذين أوتوا الكتاب والأميين” آل عمران الآية 20 و آل عمران الآية 75.
وقد جاءت في سورة البقرة آية 78 ” ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني.” فهذه الآية لا تحتاج إلى تفسير بل تكون قرينة لوضوحها على فهم بقية الآيات الأخرى حيث قال تعالى ” ومنهم أميون” ثم اتبعها لبيان ذلك وسبب الأمية هي لا يعلمون الكتاب إلا أماني. وهذا هو المعنى الثاني للأمية ومنه يفهم قوله تعالى ” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة….”
فالأميون الذين لم يطلعوا على كتاب من قبل ولم يأتهم نبي بتعاليم وكونه منهم أي من هؤلاء أي من أنفسهم لا غريب عليهم مثل قوله (الأمي) فنسبة الأمية إليه باعتباره من هؤلاء.
وقد قال تعالى ” ما كنت تعلمها أنت ولا قومك” ” وعلمك ما لم تكن تعلم “نستخلص من كل ذلك أن روح القرآن بعيد عن تلك الجهة الاصطلاحية التي يراها القوم كيف والقرآن الكريم لما ذكرهم ” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم” فعالج المشكلة بقوله تعالى ” يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة” فيفهم من هذا السياق أن سبب أميتهم عدم معرفتهم بالكتاب وعدم التزكية لنفوسهم ولأجل هذا الداء جاءت الرسالة بذلك الدواء.
النبي الأمي:
جاء في سورة الأعراف الآية 157-158 :” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ …… فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ. ” . تعتبر هذه الآية الأساس الذي ينطلق منه أصحاب نظرية أمية محمد المزعومة.
نقول: حديث النبي الأمي في آيتين الأعراف 157- 158، حديث يدور حوله شبهة خطيرة. وهي شبهة الإقحام. دعونا نستعرض آيات سورة الأعراف الآيات 155-159 لكي تتضح الرؤيا أكثر:
“وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156 الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . 157 قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . 158 وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ.159 .”
علينا أولا ان نعلم ان الخطاب في الآيات 155– 159 هو خطاب بين موسى وربه. ولا علاقة لمحمد به لا من قريب ولا من بعيد.
حديث النبي الأمي يناقض حديث موسى وخطابه لله. فموسى وقومه في ميقاتهم أخذتهم الرجفة فأخذوا يصلون إلى الله (سورة اعراف الآية 155). وفي صلاتهم يقولون:” وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ” سورة اعراف الآية 156.
فموسى وقومه يطلبون إلى الله تسجيل يهو ديتهم حسنة لهم. فأجاب الله أولا بأن الحسنة لأهل التقى والزكاة والايمان. ثم أجاب بان الحسنة إنما هي في الايمان بالنبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل (156)؛ فما عليهم إلا ان ينتظر موسى وقومه ألفي سنة حتى تقوم لهم حسنة بالإيمان بمحمد!
أمن المعقول ان يجيب الله على دعاء موسى وقومه لربهم بأن الهداية ليست بالموسوية، بل في اتباع محمد، (النبي الأمي) البعيد؟
وان يقول الله في رده على صلاة موسى ان محمد مكتوبا في التوراة والإنجيل؟ ففي الجوابين تعارض في الموضوع.
ما معنى ذكر الإنجيل في تفضيل الهداية بمحمد (الآية 157) على الهداية بالموسوية (الآية 155)؟ في الجوابين على دعاء موسى وقومه (الدايات 155-156) تعارض في الأسلوب: جواب الله في الأول على الخطاب (الآية 155 ) ؛ وفي الثاني على الغيبة: (عندهم، يأمرهم، ينهاهم…) (الآية 156). ولا يصح فن الالتفات من المخاطب إلى الغيبة، في كلام متعارض يخرج عن الموضوع.
ما معنى دعوة الناس إلى الايمان بمحمد، النبي الأمي، في دعاء موسى لربه (الآية 156)؟ .
وما معنى إعلان محمد ايمانه (بالله وبكلمته)، في حديث موسى مع ربه، وفي قصة موسى مع قومه في يوم الميقات والرجفة (158 مع 155)؟
ان حديث (النبي الأمي) لا وجود له على الإطلاق في القران كله، إلا في هذا النص الوحيد الذي ثبت اقحامه على دعاء موسى لربه.
وفي أسلوب القران من تكرار الفكرة الواحدة بأساليب مختلفة للترسيخ في أذهان السامعين، ما يدل على انه غريب فريد في القران، مقحم عليه في زمن الجمع. ولم يكن جامعو القران معصومين بالوحي.
أقرأ ما أنا بقارئ:
جاء في السيرة النبوية لابن هشام: خرج رسول الله إلى حِراء، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل -عليه السلام-بأمر الله تعالى.
قال رسول الله: فجاءني جبريل، وأنا نائم، بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ: قلت: ما أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ قال: فغَتَّني به، حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: فقلت ماذا أقرأ؟ ما أقول ذلك إلاّ افتداءً منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. قال: فقرأتها، ثم انتهى. السيرة لابن هشام ج 1/ 25.
جبريل عليه السلام جاء لمحمد بنَمَطٍ من ديباج فيه كتاب، فقال له: اقرأ! هل كان جبريل يجهل انه مرسل لنبي أمي لا يعرف القراءة حتى يقول له بصيغة الأمر (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)؟ ! .
“اقرأ” تستلزم القراءة من كتاب. لكن (القرآن) صار له اصطلاح خاص، بأنه يُقرأ من غير كتاب. يعني: لا يمكن أن تقول اقرأ من غير كتاب، إلا للقرآن.
سؤال: هل يمكن أن تقول: قرأت القصة، أو قرأت الجريدة. أو قرأت أي شيء آخر، إن لم تكن قرأته من كتاب فعلا؟؟ .
لماذا لم يعترض محمد على أمر جبريل له بالقراءة، بل استفهم منه (ماذا اقرأ) يا جبريل؟ ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي. . . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” فقرأها النبي. سؤال: لو افترضنا جدلا ان محمد كان أمي. أي يجهل القراءة والكتابة.
ألم يعلم القران أن الله لو أمر (أراد) شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة. ألم يخاطب الله رسوله بقوله له: (اقرأ) بصيغة الأمر …. فكان امر الله مفعولا! …
تلميحات قرآنية تنفي الأمية:
في هذا الباب سوف نستعرض بعض الآيات القرآنية التي تنفي وتتنافى وخرافة أمية محمد المزعومة.
الآية الأولى
“ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ.” سورة العنكبوت الآية 48 .
تعتبر هذه الآية من الآيات الدالة على أمية محمد. لكننا نرى فيها عكس هذا. ان اية سورة العنكبوت لا تنفي عدم معرفة محمد بالكتابة والقراءة. بل تنفي التلاوة المباشرة، وتنفي الكتابة المباشرة عن النبي.
ما هو المقصود بالكتاب في الآية، هل هو أي كتاب بالمطلق؟ أم المقصود بذلك هو كتاب من الكتب السماوية؟ أعتقد أن المعنى الثاني هو الأصح، والغرض أن الرسول لم يكن كاهناً ولم يكن له سابق علم بالأديان السماوية.
ولكن هل يعني ذلك أنه لم يكن يقرأ أبداً؟ لا أظن ذلك، فالآية تخصص، ولا تعمم على كل الكتب. ترى لوقلت لك أن فلاناً لم يكتب ذلك الكتاب ولم يخطه بيمينه، هل يعني ذلك أنه لا يحسن الكتابة أبداً؟
لكنها لا تنفي الاستكتاب، ولا تنفي سماع التلاوة. وطريقة الدرس القديمة كانت على الأغلب بالاستماع.
اتخاذ المسلمين من هذه الآية دليل على امية محمد. لا يتماشى مع الآيات 105 و156 من سورة الأنعام. والتي تؤكدان ان محمد درس الكتاب على يد الذين كان القران (آيات بينات في صدورهم) أي أهل العلم والكتاب (سورة العنكبوت الآية 48): درس الكتاب ليبينه للعرب:(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ!- وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) سورة الأنعام الآية 105.
يتهمونه بالدرس فلا يرد التهمة بل يؤيدها بقوله انه درس ليبينه للذين
يقولون:” إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ” سورة الأنعام الآية 156.
قال الطبري في تفسيره لقوله: {وليقولوا درست} سورة الأنعام الآية 105: اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة: {وليقولوا درست} يعني قرأت أنت يا محمد، بغير ألف.
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين منهم ابن عباس، وغيره وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قراء أهل البصرة: ” وليقولوا دارست” بألف، بمعنى: قرأت وتعلمت من أهل الكتاب.
وروى عن قتادة أنه كان يقرؤه: “درست” بمعنى: قرأت وتليت.
الآية الثانية
“اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ 5 “
هذه الآية فيها نظر:
1- إنه من العبث أن يخاطب الله رسوله بأن يقول له اقرأ بصيغة الأمر….. وهذا مرده لأسباب ثلاث عملية أولها مرد الطبيعة في الإيمان أن الله أمره إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فلو كانت المسألة عدم معرفة لنفذ الأمر بالقراءة
2- أن المفترض في القرآن بلاغة اللفظ وإعجاز الإرادة فكان أحق وأجدر لو أن الرسول لا يعرف القراءة أن يخاطبه الله بإتلو أو قل أو ردد.
3- ان آية (إقرأ بإسم ربك ) وجواب النبي لجبريل (ما أنا بقارئ )
ما هو إلا إنكار مباشر وصريح لعلم الله عز وجل، فعلى اعتبار أن الله علام الغيوب فإنه مما لا يقبله عقل أو منطق أن يخاطب من لا يعرف القراءة والكتابة بأمر إقرأ!!!؟.
الآية الثالثة
يستفاد بصراحة من آيات القرآن، أن النبي كان يقرأ ويكتب ومنها الآية 146 من سورة آل عمران وهي ” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ.”
وبناءً على ما صرح به القرآن؛ فإن أول واجبات النبي هو تعليم القرآن لأتباعه؛ ومن المسلم به أن أقل ما يتطلب في من يراد له أن يعلم كتاباً أو محتويات كتاب ما للآخرين هو-كما صرح به القرآن نفسه-أن يستطيع استعمال القلم أو قراءة ما كتب بالقلم- علىالأقل “.
الآية الرابعة
“هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.” سورة الجمعة الآية 2.
بالنظر لهذه الآية وبالتفكير في كلمة الأميين الواردة فيها، وعلى فرض الجدل أنها تعني جهل القراءة والكتابة ، فإن ذلك سيعني بالضرورة أن الرسول قد بعث لمن لا يعرفون القراءة والكتابة فقط دون غيرهم وهو ما سينفي عمومية الدين والقرآن وليس كما ذهب الصديق ماس في رده في موضوع أخناتون ، ثم لاحظ تتمة الآية ( وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) ولو كان المقصود بالأمية جهل القراءة لصار أمية ابن خلف وأبو لهب وأبى جهل وغيرهم كثر من غير الضالين وهو ما قد ينسف القرآن وصحته من جذوره ….
الآية الخامسة
“وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. ” سورة آل عمران الآية 75.
في هذه الآية يتحدث الله إلى النبي ويخبره أن بعض أهل الكتاب أمين يرد دينه بدون أن تكتب عليه ما يثبت الدين. وبعضهم غير أمين لا يرد دينه إلا إذا كتبت عليه الدين (ما دمت عليه قائما). والآن هل يعقل أن يحدث الله النبي الذي يجهل الكتابة هكذا ويقول له (إلا ما دمت عليه قائما) ؟؟؟ أم أن هذا النبي يعرف الكتابة والقراءة.
لاحظ هنا أن الآية استخدمت تعبيرين أهل الكتاب والأميين وذلك للدلالة على أنهما مختلفان تماما وبالطبع لا يعقل أن يقولوا أنه حلال لهم أكل مال الذين لا يعرفون القراءة والكتابة فقط وذلك لمجرد أنهم لا يعرفون القراءة الكتابة بل إن الأمر يتعلق بالديانة أهل الكتاب لهم دين ولهم كتاب والآخرين ليس لهم دين ولا كتاب فلا بأس من أكل أموالهم في اعتقادهم.
أدلة تاريخية منطقية تنفي أمية محمد:
كان محمد بعد وفاة جده تربى في كنف عمه أبو طالب. وقد كان حب عمه له أكبر من حبه لولديه وهنا السؤال:
كيف كان لجعفر الطيار وعلي ابن أبي طالب أن يتعلما القراءة والكتابة دون ابن عمهما الذي هو أصغر من الأول وأكبر من الثاني ؟؟؟؟؟
في وقت نعلم فيه أن التعلم كان ذو شرف مروم وهو ما يؤكد قطع الشك باليقين أن أبا طالب علم ابن أخيه بمعية ولديه.
أجمعت المصادر ان محمدا تعلم التجارة بين اليمن والشام على يد عمه. ولما برع فيها استخدمته خديجة بنت خويلد في تجارتها، ” ثم خرج على تجارة خديجة، التي كانت قيمتها تعادل قيمة تجارة قريش مجتمعة. اي انه كان يخرج على نصف تجارة قريش كلها” . تجارة كهذه تحتاج الى الحساب الدقيق والحساب الكبير يحتاج الى تدوين. من هذا الوجه، هذا دليل أول على ان محمدا لم يكن اميا. ومن وجه آخر، هذه الرحلات المتواصلة الغنية بين اليمن والشام، كانت سبب اتصالات ماليه وثقافة نادرة، سمحت لمحمد الحنيف اللقاء بالمفكرين وعلماء الدين. فكان محمد بعد زواجه أكبر تاجر دولي في قريش، وأوسع أهلها ثقافة عربية وأجنبية.
روي عن عبيد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان روميان يقرأن كتابا لهما بلسانهما فكان النبي. يكر بهما فيقوم فيسمع منهما–(اذن كان محمد يعرف اليونانية)- وروي عن ابن اسحق أن رسول الله كثيرا ما كان يجلس عند المروة الى سبيعة، غلام نصراني يقال له جبر،غلام لبعض بني الحضرمي، وعن ابن عباس ان النبي كان يزور وهو في مكة، أعجميا اسمه بلعام، وكان المشركون يرونه يدخل عليه ويخرج من عنده- (وقد يكون حديثهما بالعربية، وقد يكون بالفارسية)- وفي رواية اخرى ان غلاما كان لحويطب بن عبد العزى، قد أسلم وحسن اسلامه، اسمه عاش أو يعيش، وكان صاحب كتيب، وقيل هما اثنان جبر ويسار، كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرأان التوراة والانجيل (بالعبرية واليونانية، أو السريانية)؛ فكان رسول الله اذا مر عليهما وقف يسمع ما يقرأن. اذن فقد كان رسول الله يسمع ما يُقرأ في الكتب، بلغة غير لغة مكة، ويفهم ما يُتلى عليه”.
جاء في كتاب صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب مرض النبي – حديث رقم 4169 :
عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله وفي البيت رجال فقال النبي هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال بعضهم إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله قوموا. قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.
سؤال: لقد اختصموا وانقسم القوم إلى قسمين الأول قال ان النبي قد هجر. والثاني قال: قربوا ليكتب لكم كتابا.
والسؤال هنا هو: الم تكن تعلم تلك الفئة الذين قالوا (قربوا ليكتب لكم كتابا) ان النبي امي لا يقرأ ولا يكتب؟
وجاء أيضا في كتاب صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب عمرة القضاء – حديث رقم 4005 :
عن البراء بن عازب قال: لما اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ، كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله. ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: امح رسول الله. قال علي: لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، وليس يحسن يكتب، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف فِي الْقِرَابِ، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَتَّبِعَهُ، وَأَنْ لَا يمنع من أصحابه أحدا إن أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا.
فهذه شواهد ملموسه من القرآن والتاريخ والحديث، تدل على سعة علم محمد قبل بعثته وبعدها، وعلى اطلاعه على لغات العرب وعلى لغات أجنبية عديدة.