آية السيف
“ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ“
سورة التوبة الآية 5
تفسير ابن كثير – كتاب تفسير القرآن العظيم
ورواه محمد بن نصر المروزي في كتاب ” الصلاة ” له: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا حكام بن سلم حدثنا أبو جعفر الرازي، به سواء. وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم: إنها نسخت كل عهد بين النبي -صلى الله عليه وسلم -وبين أحد من المشركين، وكل عهد، وكل مدة.
تفسير الطبري – كتاب جامع البيان
(فاقتلوا المشركين)، يقول: فاقتلوهم (حيث وجدتموهم)، يقول: حيث لقيتموهم من الأرض، في الحرم، وغير الحرم في الأشهر الحرم وغير الأشهر الحرم (وخذوهم) يقول: وأسروهم (واحصروهم)، يقول: وامنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام ودخول مكة (واقعدوا لهم كل مرصد)، يقول: واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم ” كل مرصد “، يعني: كل طريق ومرقَب.
تفسير البغوي – كتاب معالم التنزيل
وقال الحسين بن الفضل: هذه الآية نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء.
تفسير الرازي – كتاب مفاتيح الغيب
قوله: (واقتلوهم حيث وجدتموهم) وذلك أمر بقتلهم على الإطلاق، في أي وقت، وأي مكان. وثانيهما: قوله: (وخذوهم) أي بالأسر، والأخيذ الأسير. وثالثها: قوله: (واحصروهم) معنى الحصر المنع من الخروج من محيط، قال ابن عباس: يريد إن تحصنوا فاحصروهم، وقال الفراء: حصرهم أن يمنعوا من البيت الحرام.ورابعها: قوله تعالى: (واقعدوا لهم كل مرصد) والمرصد الموضع الذي يرقب فيه العدو من قولهم: رصدت فلانا أرصده إذا ترقبته، قال المفسرون: المعنى اقعدوا لهم على كل طريق يأخذون فيه إلى البيت أو إلى الصحراء أو إلى التجارة.
تفسير السمرقندي – كتاب بحر العلوم
قوله تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ يقول: إذا مضى الأشهر التي جعلتها أجلهم، فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ في الحل والحرم، يعني: المشركين الذين لا عهد لهم بعد ذلك الأجل. ويقال: إن هذه الآية فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ نسخت سبعين آية في القرآن من الصلح والعهد والكف.
تفسير الآلوسي – كتاب روح المعاني
وهذه على ما قال الجلال السيوطي هي آية السيف التي نسخت آيات العفو والصفح والإعراض والمسالمة. وقال العلامة ابن حجر: آية السيف (وقاتلوا المشركين كافة) وقيل: هما، واستدل الجمهور بعمومها على قتال الترك والحبشة كأنه قيل: فاقتلوا الكفار مطلقا (حيث وجدتموهم) من حل وحرم (وخذوهم ) قيل: أي أسروهم والأخيذ الأسير، وفسر الأسر بالربط لا لاسترقاق، فإن مشركي العرب لا يسترقون. وقيل: المراد إمهالهم للتخيير بين القتل والإسلام، وقيل: هو عبارة عن أذيتهم بكل طريق ممكن، وقد شاع في العرف الأخذ على الاستيلاء على مال العدو، فيقال: إن بني فلان أخذوا بني فلان أي استولوا على أموالهم بعد أن غلبوهم (واحصروهم) قيل أي احبسوهم.
تفسير ابن جزي الكلبي الغرناطي – كتاب التسهيل في علوم التنزيل
ونقدم هنا ما جاء من نسخ مسالمة الكفار والعفو عنهم والأعراض والصبر على آذاهم بالأمر بقتالهم ليغني ذلك عن تكراره في مواضعه، فانه وقع منه في القران مائة وأربع عشرة آية من أربع وخمسين سورة، نسخ ذلك كله بقوله: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) و (كتب عليكم القتال).