فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ.
سورة سبأ الآية 14
أين هي عقولكم يا مسلمين من هذه الخرافة والكذب. كيف يعقل أن الملك سليمان لا يسأل عنه لا حراسه ولا زوجاته ولا أولاده ولا خدمه ولا وزرائه ولا قواد جيوشه؟
كيف كان يدير شؤون مملكته وهو ميت؟
كيف مرت سنة وهو ميت ولا يتواصل مع الناس ومع أهله؟
أليست هذه أكذوبة وخرافة قرآنية؟
المصدر: كتاب جامع البيان– تفسير الطبري – سورة سبأ الآية 14
يقول تعالى ذكره: فلما أمضينا قضاءنا على سليمان بالموت فمات (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ) يقول: لم يدل الجن على موت سليمان (إِلا دَابَّةُ الأرْضِ) وهي الأرضة وقعت في عصاه التي كان متكئًا عليها فأكلتها، فذلك قول الله عز وجل (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) .
وقوله (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ) يقول عز وجل: فلما خر سليمان ساقطًا بانكسار منسأته تبينت الجن (أنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ) الذي يدعون علمه (مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) المذل حولا كاملا (سنة كاملة) بعد موت سليمان، وهم يحسبون أن سليمان حي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: كانت الجن تخبر الإنس أنهم كانوا يعلمون من الغيب أشياء، وأنهم يعلمون ما في غد، فابتلوا بموت سليمان، فمات فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته، وهم مسخرون تلك السنة يعملون دائبين (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) ولقد لبثوا يدأبون، ويعملون له حولا (سنة كاملة).
المصدر: كتاب الجامع لأحكام القرآن – تفسير القرطبي – سورة سبأ الآية 14
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ) أَيْ فَلَمَّا حَكَمْنَا عَلَى سُلَيْمَانَ بِالْمَوْتِ حَتَّى صَارَ كَالْأَمْرِ الْمَفْرُوغِ مِنْهُ وَوَقَعَ بِهِ الْمَوْتُ (مَا دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مُتَّكِئًا عَلَى الْمِنْسَأَةِ (وَهِيَ الْعَصَا بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ، فِي قَوْلِ السُّدِّيِّ. وَقِيلَ: هِيَ بِلُغَةِ الْيَمَنِ، ذَكَرَهُ الْقُشَيْرِيُّ) فَمَاتَ كَذَلِكَ وَبَقِيَ خَافِيَ الْحَالِ إِلَى أَنْ سَقَطَ ميتا لانكسار العصا لأكل الأرض إِيَّاهَا، فَعُلِمَ مَوْتُهُ بِذَلِكَ، فَكَانَتِ الْأَرَضَةُ دَالَّةً عَلَى مَوْتِهِ، أَيْ سَبَبًا لِظُهُورِ مَوْتِهِ، وَكَانَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى أَلَّا يَعْلَمُوا بِمَوْتِهِ حَتَّى تَمْضِيَ عَلَيْهِ سَنَةٌ. وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ سُؤَالِهِ لذلك على قو لين: أَحَدُهُمَا مَا قَالَهُ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ، قَالَ: كَانَتِ الْجِنُّ تَدَّعِي عِلْمَ الْغَيْبِ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَخَفِيَ مَوْتُهُ عَلَيْهِمْ “تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ” ابْنُ مَسْعُودٍ: أَقَامَ حَوْلًا (سنة كاملة) وَالْجِنُّ تَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى أَكَلَتِ الْأَرَضَةُ مِنْسَأَتَهُ فَسَقَطَ. وَيُرْوَى أَنَّهُ لَمَّا سَقَطَ لَمْ يُعْلَمْ مُنْذُ مَاتَ، فَوُضِعَتِ الْأَرَضَةُ عَلَى الْعَصَا فَأَكَلَتْ مِنْهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ حَسَبُوا عَلَى ذَلِكَ فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ سَنَةٍ.
وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ “تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانَ الْجِنُّ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ”. وَقَرَأَ يَعْقُوبُ فِي رِوَايَةِ رُوَيْسٍ “تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ” غَيْرَ مُسَمَّى الْفَاعِلُ. وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو “تَأْكُلُ مِنْسَاتَهُ” بِأَلِفٍ بَيْنَ السِّينِ وَالتَّاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ.
المصدر: كتاب تفسير القرآن العظيم – تفسير ابن كثير – سورة سبأ الآية 14
يذكر تعالى كيفية موت سليمان، عليه السلام، وكيف عمى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة، فإنه مكث متوكئا على عصاه -وهي منسأته-كما قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وقتادة وغير واحد –مدة طويلة نحوا من سنة، فلما أكلتها دابة الأرض، وهي الأرضة، ضعفت وسقط إلى الأرض، وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة-تبينت الجن والإنس أيضا أن الجن لا يعلمون الغيب، كما كانوا يتوهمون ويوهمون الناس ذلك.
المصدر: كتاب الدر المنثور- تفسير السيوطي – سورة سبأ الآية 14
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ قالَ: كانَتِ الجِنُّ تُخْبِرُ الإنْسَ أنَّهم يَعْلَمُونَ مِنَ الغَيْبِ أشْياءَ، وأنَّهم يَعْلَمُونَ ما في غَدٍ، فابْتُلُوا بِمَوْتِ سُلَيْمانَ، فَماتَ فَلَبِثَ سَنَةً عَلى عَصاهُ وهم لا يَشْعُرُونَ بِمَوْتِهِ، وهم مُسَخَّرُونَ تِلْكَ السَّنَةَ، ويَعْمَلُونَ دائِبِينَ، (فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ)، وفي بَعْضِ القِراءَةِ: (تَبَيَّنَتِ الإنْسُ أنْ لَوْ كانَ الجِنُّ يَعْلَمُونَ الغَيْبَ ما لَبِثُوا في العَذابِ المُهِينِ) . كانَ ابْنُ عَبّاسٍ يَقْرَأُها كَذَلِكَ، قالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: وهي في قِراءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ كَذَلِكَ.
المصدر: كتاب معالم التنزيل – تفسير البغوي – تفسير السيوطي – سورة سبأ الآية 14
(فَلَمَّا خَرّ) أَيْ: سَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ، (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ) أَيْ: عَلِمَتِ الْجِنُّ وَأَيْقَنَتْ، ﴿أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ أَيْ: فِي التَّعَبِ وَالشَّقَاءِ مُسَخَّرِينَ لِسُلَيْمَانَ وَهُوَ مَيِّتٌ يَظُنُّونَهُ حَيًّا، أَرَادَ اللَّهُ بِذَلِكَ أَنْ يُعْلِمَ الْجِنَّ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ، لِغَلَبَةِ الْجَهْلِ. وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ: أَنَّ مَعْنَى “تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ”، أَيْ: ظَهَرَتْ وَانْكَشَفَتِ الْجِنُّ لِلْإِنْسِ، أَيْ: ظَهَرَ أَمْرُهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ شَبَّهُوا عَلَى الْإِنْسِ ذَلِكَ، وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانَ الْجِنُّ يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ، أَيْ: عَلِمَتِ الْإِنْسُ وَأَيْقَنَتْ ذَلِكَ.
المصدر: كتاب تفسير الجلالين – سورة سبأ الآية 14
(فَلَمّا قَضَيْنا عَلَيْهِ)عَلى سُلَيْمان أيْ ماتَ ومَكَثَ قائِمًا عَلى عَصاهُ حَوْلًا (سنة كاملة) مَيِّتًا والجِنّ تَعْمَل تِلْكَ الأَعْمال الشّاقَّة عَلى عادَتها لا تَشْعُر بِمَوْتِهِ حَتّى أكَلَتْ الأَرَضَة عَصاهُ فَخَرَّ مَيِّتًا (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْته إلّا دابَّة الأَرْض) مَصْدَر أرَضَتْ الخَشَبَة بِالبِناءِ لِلْمَفْعُولِ أكَلَتْها الأَرَضَة (تَأْكُل مِنسَأَته) بِالهَمْزِ وتَرْكه بِأَلِفٍ عَصاهُ لِأَنَّها يُنْسَأ يُطْرَد ويُزْجَر بِها (فَلَمّا خَرَّ) مَيِّتًا (تَبَيَّنَتْ الجِنّ) انْكَشَفَ لَهُمْ (أنْ) مُخَفَّفَة: أيْ أنَّهُمْ (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْب) ومِنهُ ما غابَ عَنْهُمْ مِن مَوْت سُلَيْمان (ما لَبِثُوا فِي العَذاب المُهِين) العَمَل الشّاقّ لَهُمْ لِظَنِّهِمْ حَياته خِلاف ظَنّهمْ عِلْم الغَيْب وعِلْم كَوْنه سنة بِحِسابِ ما أكَلَتْهُ الأَرَضَة مِن العَصا بَعْد مَوْته يَوْمًا ولَيْلَة مَثَلًا.