لا يوجد في القرآن آية واحدة تذكر شيء اسمه عيد الفطر أو عيد الأضحى أو عيد الكبير أو عيد المولد النبوي. ولم يذكر القرآن آية عن أضحية العيد بل تكلم عن الهدي والهدي مرتبط بشعائر الحج. الهدي يذبحه الحاج أو الحاجة يوم النحر في الحرم [ فقط في مكة] من بهيمة الأنعام كالغنم والبقر والإبل.
فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
سورة البقرة الآية 196
توجد فقط آية واحدة في كل سور القرآن تتكلم عن العيد لكنها تخص المسيح وأتباعه وليس لها علاقة بعيد الأضحى، في سورة المائدة الآية 114.
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.
سورة المائدة الآية 114
الأحاديث التي تتكلم عن أضحية العيد قليلة جدا وكلها وضعها فقهاء العباسيين بعد موت الرسول بأكثر من 200 سنة. لكن هناك أحاديث كثيرة تقول أن الصحابة لم يكونوا يضحون وإذا ضحى بعضهم فكان يضحي بشراء قليل من اللحم -رغم أنهم كانوا أغنياء بسبب الغنائم والسبايا- أو بذبح ديك (دجاجة) والأدلة على ذلك من المصادر الإسلامية:
المصدر: كتاب الاعتصام للشاطبي – الباب السابع في الابتداع – جزء 2 ص 490
وَكَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَا يُضَحُّون؛ يعني أَنهم لا يلتزمون ذلك. قال حُذَيْفَةُ بْنُ أَسيد: شَهِدْتُ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَكَانَا لَا يُضَحِّيان مَخَافَةَ أَن يُرى أَنها وَاجِبَةٌ. وَقَالَ بِلَالٌ: لَا أُبالي أَن أُضَحِّيَ بكبش أَو بِدِيكٍ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يَشْتَرِي لَحْمًا بِدِرْهَمٍ يَوْمَ الأَضحى، وَيَقُولُ لِعِكْرِمَةَ [خادم ابن عباس]: مَنْ سأَلك فَقُلْ: هَذِهِ أُضحية ابن عباس [ابن عباس كان من أغنياء الصحابة].
المصدر: كتاب سبل السلام للصنعاني – باب الأضاحي – حديث رقم 1266
وَأَفْعَالُ الصَّحَابَةِ دَالَّةٌ عَلَى عَدَمِ الْإِيجَابِ [أي عدم وجوب الأضحية]. فَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – أَنَّهُمَا كَانَا لَا يُضَحِّيَانِ خَشْيَةَ أَنْ يُقْتَدَى بِهِمَا وَأَخْرَجَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ إذَا حَضَرَ الْأَضْحَى أَعْطَى مَوْلًى لَهُ دِرْهَمَيْنِ فَقَالَ اشْتَرِ بِهِمَا لَحْمًا وَأَخْبِرْ النَّاسَ أَنَّهُ ضَحَّى ابْنُ عَبَّاسٍ وَرُوِيَ أَنَّ بِلَالًا ضَحَّى بِدِيكٍ وَمِثْلُهُ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالرِّوَايَاتُ عَنْ الصَّحَابَةِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهَا سُنَّةٌ.
المصدر: كتاب العل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل – جزء 3 ص 337 – حديث رقم 5493
حَدثنِي عبيد الله القواريري قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن مُطَرِّفٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَا يُضَحِّيَانِ عَنْ أَهْلِهِمَا خَشْيَةَ أَنْ يُسْتَنَّ بِهِمَا.
المصدر: كتاب السنن الكبرى للبيهقي – باب الأضحية – حديث رقم 19066
أخبرَناه أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدٍ المِصرِىُّ، حدثنا ابنُ أبى مَريَمَ، حدثنا الفِريابِىُّ، حدثنا سفيانُ، عن أبيه ومُطَرِّفٍ وإِسماعيلَ، عن الشَّعبِىِّ، عن أبى سَريحَةَ الغِفارِىِّ قال: أدرَكتُ أبا بكرٍ أو رأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ -رضي الله عنهما- لا يُضَحِّيانِ. فى بَعضِ حَديثِهِم: كَراهيَةَ أن يُقتَدَى بهِما. أبو سَريحَةَ الغِفارِىُّ هو حُذَيفَةُ ابنُ أَسِيدٍ صاحِبُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم.
المصدر: كتاب السنن الكبرى للبيهقي – باب الأضحية – حديث رقم 19069
أخبرَنا أبو صالِحِ ابنُ أبى طاهِرٍ العَنبَرِىُّ، أخبرَنا جَدِّى يَحيَى بنُ مَنصورٍ، حدثنا محمدُ بنُ عمرٍو، أخبرَنا القَعنَبِىُّ، حدثنا سَلَمَةُ بنُ بُخْتٍ، عن عِكرِمَةَ مَولَى ابنِ عباسٍ، أن ابنَ عباسٍ -رضي الله عنهما- كان إذا حَضَرَ الأضحَى أعطَى مَولًى [خادمه] له دِرهَمَينِ، فقالَ: اشتَرِ بهِما لَحمًا، وأَخبِرِ النّاسَ أنَّه أَضحَى ابنِ عباسٍ.
المصدر: تفسير ابن كثير – تفسير سورة الحج الآية 37
وَقَالَ أَبُو سَريحةَ [أبو سَريحَةَ الغِفارِىُّ هو حُذَيفَةُ ابنُ أَسِيدٍ صاحِبُ رسولِ اللهِ]: كُنْتُ جَارًا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَكَانَا لَا يُضَحِّيَانِ خَشْيَةَ أَنْ يَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِمَا.